*بقلم المستشار في القانون الدولي الدكتور قاسم حدرج*

اعلنوا الأنتصار فقد اطفئنا بالدم النار ولا تحدثوني عن عدد الضحايا وحجم الدمار بل حدثوني عن مأثر اولئك الأبطال الذين كانوا لدبابات العدو بالأنتظار ومن مسافة صفر وضعوا عليها بصمة اصبع عزفت اجمل لحن لصوت انفجار ،لا تحدثوني سوى عن هؤلاء الأساطير الذين 

كانوا يتربصون بهم سؤ المصير فوضعوا حملهم على العلي القدير وأمتشقوا مقلاع داوود 

ورموا بيد الله وحققوا النصر الكبير فيا ايها الجبان المتأمر المتخاذل الحقير لا تحدثني عن 

كلفة الحرب وبشاعتها فالأبشع من الحرب هو ان يكون في جبهتك اناس من طينتك تنظر بأن الحرية لأسرانا والكرامة لشعبنا والحماية لأقصانا لا تستحق ان نخوض حربا من اجلهم وكما قال سيمون بوليفارد اذا كانت الحرب خلاصة كل الشرور فأن الاستبداد هو خلاصة كل الحروب والمقاومة حاربت الظلم والاستبداد والأستعباد واستعادة الحقوق المسلوبة وهي تدرك سلفا بأن الكلفة ستكون عالية وأرواح غالية ولكنها ثمن رخيص للكرامة والحرية فما قيمة الحياة بدونهما وأنتم ايها المرجفون كنتم تطالبون بأنهاء الحرب ليس حرصا على الارواح 

بل لأن العدو فشل في تحقيق الأهداف فكان مطلبكم أشبه بالمطالبة بالاستسلام لأن اسرع طريقة لأنهاء الحرب هي ان تخسرها ولكن خسئتم فالمقاومين كانت اذانهم صماء عن لغة التوهين ولم يكونوا مصغين الا الى صوت المعركة التي كانوا عازمين على ان لا يخرجوا منها الا منتصرين وقد تحقق لهم ما ارادوا فها هم الصهاينة قد رضخوا لمطالبهم عن يد وهم صاغرين فأوقفوا القتال وأجروا صفقة التبادل الأولى ولن يعودوا الى الميدان فهم على مزيد من الهزائم والكلفة العالية لم يعودوا قادرين خاصة ان جيشهم قد خبر الجحيم بنفسه ورأى الجندي اشلاء قائده ورفاقه كيف تتطاير في الهواء وعاش اهوال الرعب في أزقة غزة 

وتعرف بشكل شخصي على الاشباح المقاتلة وعلى الملائكة المساندة وأدرك ان طريقه الى قلب غزة  مسدود مسدود فهي بحراسة كتيبة من الأسود وأيقن ان قوتهم كرتونية ولو كانت دباباتهم فولاذية وأن حكومتهم تلقي بهم بأتون النار لتحفظ مواقعها وها هي قد انهار فوقها سقف تهديداتها ورضخت لنتائج الميدان وأستسلمت بعد ان كان التفاوض خارج الحسبان وبالتالي فأي نتائج سوف تتحقق ان استمرت المعركة فلقد دخلنا الحرب وخلفنا قوى عظمى تساندنا وعطلت لأجلنا كل القوانين الأنسانية ووضعتنا في موقع المدافع عن نفسه وبررت لنا كل مجازرنا فلم تسلم من صواريخنا المستشفيات والأسعافات ومنعنا عن المدنيين الماء والهواء والدواء وارتكبنا كل انواع جرائم الحرب الموثقة ولم نستطع تحقيق اي انجاز 

فكيف اليوم وقد كشف العالم حقيقتنا وشاهد وجهنا الاجرامي بشكل مفضوح ففقدنا الدعم السياسي والاعلامي وخسرنا بالضربة القاضية على حلبة الرأي العام  وبتنا في مواجهة مقاومة منتصرة ومؤيدة فما الذي سنحققه في معركة جديدة  وقد استنفذنا كل مخزوننا الاجرامي وانهارت معنوياتنا القتالية وتحولنا من صياد الى فريسة وبعد ان رأينا ان الأساطيل الحربية وحاملات الطائرات والغواصات النووية  التي اتت لنجدتنا بعد تهديد السيد نصرالله بأنها اهداف مشروعة رأيناها  تنتقل الى بروتوكول المتفرج تراقب المسيرات اليمنية وصواريخها الباليستية وهي تضرب عمقنا وتسخر من قببنا لا بل اكثر من ذلك وقفت البوارج 

مشدوهة تنظر باعجاب الى القوات الخاصة اليمنية وهي تأسر سفننا وتهدد امننا الاقتصادي 

فأي حرب تلك التي سنخوضها ونحن الجيش الذي سقط في مستنقع رمال متحركة لقطاع مساحته  350كلم تحول بالنسبة لنا كل حي من احياءه كأنه دولة مترامية الاطراف وكنا كلما تحركنا كان الموت يرافقنا اما بعبوة ناسفة وأما بقناصة صائبة وأما بقذيفة ياسين حارقة فعذرا يا قادتنا فبينما انتم كنتم تتمتعون بمشاهد قتل الأطفال وتعتبرونه نصرا عظيما كنا نحن نواجه اباءهم الابطال الذين روعونا بأهوال يوم القيامة على الأرض فأبدا أبدا لن نعود الى غزة كما لن نعود لستبق عهدنا فقد كسرت شوكتنا وانهارت معنوياتنا واصبحنا اشلاء لجنود عليكم ان ترفعونا من الخدمة ولسوف نسارع الى حمل حقائبنا والهجرة من ارض ارضناها وطنا فتحولت لنا مقبرة .

وختاما نقول لكم ايها المرجفون يا من تطالبون بتسليم سلاحنا عليكم ان تتعلموا الدرس بأنه كلما زادت قوتنا تقلصت فرص الحرب فلولا بأسنا وشجاعتنا وقدراتنا العسكرية لما أوقفت اسرائيل عدوانها قبل الأنتهاء من اخر فلسطيني .

اما انتم يا حماة الأمة من طهران الى بيروت مرورا باليمن والعراق وسوريا فالكلام عنكم يحتاج الى مجلدات وسأكتفي الأن بالقول سلام اليكم يا خيرة الرجال سلام من القدس على لسان القسام .

هذه الحرب انتهت والمقاومة انتصرت